بعد سنين من المعاناة.. اليمن على موعد قريب من نهاية الصراع المستمر ( تقرير خاص )
تواردت انباء متعددة على وسائل اعلام محلية وعربية عن مشاورات يمنية وخليجية تجري حاليا في سلطة عمان يراد من خلالها طي صفحة الصراع المستمر واعلان اتفاق شامل وحل سياسي بين الاطراف السياسية لأنهاء الحرب المشتعلة في اليمن منذ سنين عدة
وبينما لم يوضح مصدر مسؤول خليجي او يمني بشكل رسمي عن تفاصيل المشاورات في عمان سلطت العديد من الصحف الدولية والوكالات الاخبارية الضوء على المشاورات والتي كان في اخر المستجدات حولها الكشف عن اقتراب موعد الاعلان عن اتفاق سياسي يمني شامل
وتأتي المشاورات اليمنية الخليجية في سلطة عمان بالتزامن مع تطبيق اتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية خلال الاسابيع الماضية بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية اليمنية للتهدئة في المحافظات الجنوبية
موقف المملكة من الحل السياسي
وفي 20 نوفمبر من الشهر الحالي أبدى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز ، أمله في أن يفتح اتفاق الرياض أمام محادثات أوسع في اليمن. وقال في خطابه السنوي أمام مجلس الشورى السعودي، إن المملكة تسعى إلى حل سياسي في اليمن وفق المرجعيات الثلاث. مؤكدا أن المملكة تواصل جهودها في نصرة الشعب اليمني، كما تواصل دعمها لجهود المبعوث الأممي للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.
ويرى مراقبون يمنيون ان تصريحات الملك سلمان تؤكد على دعم المملكة العربية السعودية للحكومة الشرعية اليمنية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي والسعي إلى حل سياسي في اليمن وفق المرجعيات الثلاث والتي من ضمنها مخرجات الحوار الوطني الشامل وبناء الدولة الاتحادية الذي جرى الاتفاق على بنود مسودة دستورها الفيدرالي من قبل المكونات السياسية اليمنية في مؤتمر الحوار قبل انقلاب مليشيات الحوثي على مؤسسات الدولة الذي تسبب بحرب أهلية في اليمن وعرقلة المشروع الاتحادي الذي يتبناه رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي, ويأتي انقلاب الحوثي بعد عدة اشهر من خطاب للرئيس هادي حذر فيه دولة ايران من التدخل في اليمن من خلال تمويل جماعات مسلحة تعمل على زعزعة أمن واستقرار البلاد التي كانت تمر في مرحلة انتقالية
المشاورات في عمان
وبعد سنين من الحرب والمعاناة التي شنها الحوثيون منذ ما يقارب خمسة اعوام يتطلع الشعب اليمني في ترقب للأوضاع السياسية والتطورات المتسارعة على أمل عودة الحياة الطبيعية إلى نصابها في اليمن حيث تعلق الآمال الكبيرة في المشاورات السياسية والغير معلنة في سلطة عمان , ولكن بالعودة إلى مطالب الحوثيين في المشاورات الماضية التي لا تعترف بالمرجعيات الثلاث لم يطبق الحوثيون أي اتفاق مسبق وهذا ما يجعل الأوضاع معقدة بشكل اكثر خاصة المتعلقة بمصير مخرجات الحوار الوطني وبناء الدولية الاتحادية
هدا وكانت تحركات مكثفة بدأها مؤخرا خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي بزيارة غير معلنة إلى مسقط، ثم تبعه مستشار الأمن الوطني للإمارات طحنون بن زايد، تلاهما لقاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بنظيره العماني يوسف بن علوي في واشنطن للتباحث حول حل سياسي للحرب الدائرة منذ خمسة أعوام.
وفي السياق باذته كشف الباحث العماني في الشؤون الدولية، سالم الجهوري، عن اتفاق شامل لإنهاء الحرب في اليمن سيتم الإعلان عنه قريباً. مؤكدا إن هنالك جهود كبيرة، يمنية وخليجية ودولية، بذلت في سبيل التواصل إلى اتفاق ينهي الحرب في اليمن.
وأوضح الجهوري، في تصريحات له، أن الهدف الرئيسي من هذه اللقاءات هو إيجاد حل شامل للأزمة اليمنية وإنهاء الخلاف الخليجي وترسيخ التهدئة.
مضيفا إن تلك الجهود تمثلت في لقاءات أميركية مباشرة في مسقط مع ممثلي جماعة الحوثي والحكومة الشرعية والتحالف، نتيجة لتواجد معظم ممثلي أطراف الأزمة اليمنية في سلطنة عمان، ومن المتوقع أن يتم الإعلان رسميا عن النتائج خلال الأيام المقبلة.