تقرير خاص| بعد ثلاثة عقود من اختفائها ظهور اعمال إبداعية بايادي جنوبية
ثلاثون عاماً من نظام صنعاء اختفاء فيه القادة والادباء والكتاب والفنانين والمخترعين المبدعين الجنوبيين، ولكن هذا الاختفاء لم يكن كما تعنيه الكلمة ندرة الشي، لا وللمرة الالف، ولم يكن من صنيعة هذه الفيئة الجنوبية، انما بالممارسات الرعناء ضد الجنوبيين وتعرضهم لانواع الاقصاء والتهميش والمطارة والقتل او النفي كاقل عقوبة، لمن يبرز بعمل إبداعي كالأختراعات والإستكشاف، وكذلك الادباء والمفكرين وحتى الصحفيين، كل هذه الفئة كانت مهددة بالقضاء عليها بمجرد ظهورها، ولهذا السبب اصبح من يمتلك مهارة من هذه المهارات كمن يحمل مصيبة هلاكه بيده، واستمر هذا الحال من العام 1990م حتى بعد الحرب مع مليشيات الحوثي، و راحت هذه القيود وراحت معها مخاطرها، ولكن بقي عايق مهم بالنسبة لهؤلا المبدعين وهي الجهة التي ستتبناء مشاريعهم وتدعمهم وتاهلهم في هذه المجالات، وبقيوا حبيسوا هذا العايق حتى العام 2017م عندما اعلنوا القادة الجنوبيين الإعلان التاريخي عن المكون الذي سيمثل شعبهم، من هذه اللحظة اصبح هناك الظهر المتين لهؤلا الشباب الجنوبيين المبدعين في تبني مشاريعهم واحتضانهم والاهتمام بهم، وبعد هذا الإعلان التاريخي بدأنا نرى ظهور الكثير من الشباب المبدعين، باعمال واختراعات محترفة جداً، وآخر هذه الإختراعات مشروع التخرج الذي قدمه اربعة طلاب من كلية الهندسة، وكان عبارة عن صناعة مركبة تعمل بنظام الهواء المضغوط “.
ظهور الانتقالي وإعادة الوجه المشرق للجنوب
اليوم، وبعد مرور أكثر من ثلاثين سنة على إعلان الوحدة اليمنية، سيئة الصيت، وبعد انبثاق المجلس الانتقالي الجنوبي، عاد الوجه المشرق للمبدعين والمثقفين والفنانين والأدباء والكتاب الجنوبيين.
وقد تجلى ذلك بتأسيس اتحاد أدباء وكتّاب الجنوب في 29 نوفمبر/ تشرين ثاني 2019م، بالإضافة إلى بروز كثير من المبدعين والمثقفين الجنوبيين في عدة مجالات.
وسنتناول قصة أحد إبداعات الجنوب، والمتمثلة بصناعة السيارة سابقة الذكر والاي تعمل بنظام الهواء المضغوط كمشروع تخرج في كلية الهندسة الميكانيكية، وهو ما يؤكد أن للمشاريع العملية العلمية أهمية بالغة في تطور الجنوب.
كيف بدأ هؤلا الشباب
صائل منير، وسفيان ثابت، ومحمد فيصل، وشيخ عمر شباب من أبناء محافظة أبين، استطاعوا صنع سيارة تعمل بنظام الهواء المضغوط، وهو عمل يُعد بمثابة اختراع مهم.
فقد تمكن هؤلاء الطلاب، من إنجاز الاختراع خلال مدة لا تزيد عن شهرين، ويتحدث الشباب عن اختراعهم بالقول: “نحن طلاب في كلية الهندسة الميكانيكية قمنا بصنع سيارة تعمل بنظام الهواء المضغوط كمشروع تخرج، أشرف عليه الدكتور حسن بن حسن جبران”.
تفاصيل الاختراع
يسرد الشباب الأربعة تفاصيل دقيقة عن اختراعهم قائلين: “قمنا بتحويل محرك دراجة نارية يعمل بالوقود إلى محرك يعمل بالهواء المضغوط، ويعتمد اعتمادًا رئيسيًا على الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة، وذلك بعدم انبعاث أي غازات سامة من المحرك، وقمنا بتصنيع مركبة ذات ثلاث عجلات تحمل راكبًا واحد، والمركبة عبارة عن نموذج أولي قابل للتطوير والتحسين، وكذلك المركبة تعتمد على الهواء المضغوط كمصدر للطاقة، وقد تم تصنيع المركبة من قطع متوفرة في السوق المحلية، والمشروع يهدف إلى خدمة المؤسسات ذات المساحات المتوسطة مثل (المطارات والمصافي والمزارع وأيضا المصانع والكليات.
صعوبات واجهتهم
تحدث الشباب الأربعة عن الصعوبات التي واجهتهم أثناء القيام بالعمل قائلين: “أكبر الصعوبات التي واجهناها هي عدم توفر الدعم المالي، وبعد محاولات كثيرة وإصرار مستمر على تنفيذ المشروع قامت شركة الوحدة للإسمنت بتبني مشروعنا، ومن ثم واجهنا صعوبات في ضيق الوقت وأيضا عدم توفر مساحة كافية لعمل المشروع في كلية الهندسة في أوقات دراسة الطلاب”.
واختتموا حديثهم بشكر فنيي كلية الهندسة المهندسة إبتهال والأستاذ محمد زيد اللذان رافقاهم طوال فترة العمل وقاموا بتقديم الكثير من النصائح العملية لهم، ولا يسعنا إلا أن نشكرهم نظير ما قدموه لنا، ونشكر كل من دعمنا من أهل وأصدقاء وزملاء وأساتذة”.
المناقشة العلمية
ناقش الطلاب الأربعة صباح يوم السبت 9 يناير / كانون ثاني 2021م مشروع تخرجهم المتمثل بـ “صناعة سيارة تعمل بنظام الهواء المضغوط” كمشروع تخرج في كلية الهندسة قسم الميكانيكا، وحصل الطلاب خلال المناقشة العلمية على درجة الامتياز.
لملس يؤكد للمبدعين تبنيه جميع مشاريعهم
كلية الهندسة تمثل اهمية كبيرة جداً في مستقبل الصناعة في بلادنا وعملية البناء والتنمية، هكذا قال المحافظ أحمد حامد لملس اثناء زيارته لكلية الهندسة بمعية وزير الأشغال العامة والطرق مانع بن يمين،
وتحدث لملس خلال زيارته قائلاً: “أن السلطة المحلية بعدن تتطلع لخلق شراكة حقيقية مع الكلية، وادعوكم ان تعدوا مشاريع تخرج بعقلية وأفكار جديدة تتبني مشاريع خدمية وتنموية من وحي احتياجات وأولويات عدن”.
واضاف: “لا يمكننا النهوض بالعاصمة بالأساليب التقليدية، ولكن من خلال الاستعانة بالجامعات والمراكز العلمية وطلابها المتميزين يمكننا ذلم، ونؤكد لكم استعدادرالمحافظة لتقديم كافة أوجة الدعم في هذا الجانب لعمادة الكلية وكوادرها وخريجيها”.
من جانبه أكد وزير الأشغال العامة والطرق المهندس مانع بن يُمين، حرص الوزارة على توطيد علاقتها بالكلية والاستعانة بكوادرها وخريجيها في الكثير من أنشطتها مستقبلاً”.