تقرير: الدوحة “بعلم أسود” في طهران.. الامارة الصغيرة تخشى الحرب
ساعات قليلة على مقتل القائد الإيراني البارز في الشرق الأوسط قاسم سليماني، حتى سارعت حليفة طهران “الدوحة” إلى ارسال وزير خارجيتها محمد آل ثاني، معزيا ومعتذرا عن مشاركة بلادها في عملية قتل سليماني، معبرة عن خشيتها لأي حرب قد تندلع بين الحليفة طهران والولايات المتحدة الأمريكية التي تمتلك قاعدة عسكرية في الدوحة كانت منطلقا لعملية قتل سليماني “الجمعة”. وقتل سليماني الذي كان عائدا من سوريا في غارة جوية بطائرة مسيرة قرب مطار بغداد الدولي، قبل ان تعلن الصحافة الأمريكية ان الطائرة المسيرة أقلعت من قاعدة العديد الأمريكية في الدوحة. الزيارة التي قام بها وزير الخارجية القطري إلى طهران وصفتها الصحافة بالمفاجئة، واثارت تساؤلات حول أهدافها، لكن المثير في الزيارة تغيير لون “العلم القطري”، من لونه العنابي إلى الأسود، ربما تعبيرا عن حزن نظام تميم بن حمد على مقتل قائد فيلق القدس الإيراني. اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تحليل: الصراع الامريكي الإيراني.. سيناريوهات العراق الى اين؟ الصحافة الأمريكية لم تدع زيارة “عزاء” الدوحة لطهران تمر مرور الكرام، حتى كشفت عن ان الطائرة التي قتلت سليماني أقلعت من الأراضي القطرية، وهو ما يؤكد أن الدوحة تلعب أدوارا مزدوجة للاستفادة من صراعات المنطقة، “تعلن دعمها للحليف الإيراني في العلن بينما تخونه في الخفاء”. وزير الخارجية القطري انطلق ممثلاُ ليلعب دور الوسيط في تهدئة العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران ومتودداً لـ «خامنئي» بينما يخشى أن يخسر حليفه في المنطقة لتنفيذ المؤامرات المشتركة، وربما قد يتعرض لضربة إيرانية على قاعدة العديد الأمريكية بالدوحة. لقاء آل ثاني وظريف، قالت الصحافة عنه انه كان «على انفراد» ولم يتم الكشف عن تفاصيل التنسيق السياسي بين قطر وإيران خلال الفترة المقبلة، غير ان وكالة الانباء الرسمية القطرية، أكدت ان الزيارة تناولت سبل التهدئة للحفاظ على الأمن الجماعي للمنطقة، بعد احداث الجمعة في العراق”؛ غير ان ذلك لم يخف خشية قطر من اندلاع حرب “إيرانية أمريكية”، خاصة في ظل تهديد ايران واذراعها في لبنان والعراق واليمن بالرد على استهداف واشنطن لقادة الاذرع الإيرانية في المنطقة. اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تحليل: صعدة اليمنية تدفع ثمن استراتيجية التحالفات الإيرانية القطرية قناة الجزيرة القطرية، وصفت زيارة آل ثاني بـ«وسيط عربي» وصل لطهران «يرجوه لعدم الرد العسكري» على الولايات المتحدة في أعقاب الغارة الجوية الأمريكية التي استهدفت قادة إيرانيين في بغداد بينهم قاسم سليماني، الوسيط العربي هو شخص وزير الخارجية القطري الذي لا يريد اندلاع أي حرب قد تدفع الامارة الصغيرة ثمنها خاصة وانها تواجه العديد من الازمات لعل من ابرزه الازمات مع جيرانها في الخليج. صحيفة “ديلي ميل” البريطانية كشفت أن الطائرة الأمريكية المُسيّرة التي استهدفت قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني تم توجيهها من قاعدة “العُديد” الجوية في قطر، والتي تبعُد نحو 1100 كيلومترًا جوًا عن مطار بغداد الدولي، حيث تفحّمت جثته وتحوّلت إلى أشلاء خلال الغارة التي نفذتها واشنطن فجر الجمعة. اقرأ المزيد من اليوم الثامن > تحليل: قطر مجددا بصف إيران وتركيا.. هل نُسفت المصالحة الخليجية؟ وفي حين نجا سليماني (62 عامًا) من عدة محاولات اغتيال على مدى العقدين الماضيين، قالت الصحيفة إن حدسه لم يُنبّهه هذه المرة من الصواريخ القاتلة التي كانت بانتظاره أثناء مُغادرته مطار بغداد الدولي لتُقطّعه إربًا. فبعد أن وصل والوفد المرافق له إلى المطار في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، على متن طائرة قادمة من سوريا، في سيارتين من طراز “تويوتا إس يو في”، وكان في استقباله نائب قائد قوات مليشيا الحشد الشعبي المدعومة من إيران في العراق أبومهدي المهندس (66 عامًا). واستقل الرجلان إلى جانب كبار مُساعديهما إحدى السيارتين، وتحرك الحُراس الشخصيين في سيارة أخرى. وبعد لحظات، أثناء مرور السيارتين عبر منطقة شحن على طريق وصولهم خارج المطار، أُصيبت القافلة بـ4 صواريخ للتحول المركبتين إلى معادن ملتوية، بحسب تقرير الصحيفة المنشور على موقعه الإلكتروني، السبت. اقرأ المزيد من اليوم الثامن > تقرير: اليمن ولبنان والعراق.. ساحة مرتقبة لمعركة “أمريكية – إيرانية” ونقلت الصحيفة عن قائد الميليشيا المحلية أبو منتظر الحسيني، قوله إن صاروخين تم إطلاقهما من طائرة بدون طيار من طراز “إم كيو- 9” تُعرف باسم “قاتل الصياد”، تم توجيهها من مقر القيادة المركزية الأمريكية في قطر، حيث تقع قاعدة العُديد التي تضم نحو 10 آلاف جندي أمريكي، وفق الصحيفة. وأضاف أن الصاروخين أصابا السيارة التي كانت تقِل سليماني والمهندس، فيما أُصيبت السيارة الأخرى بصاروخ واحد فقط. وأفادت “ديلي ميل” بأن الطائرة المُسيّرة الأمريكية تم تشغيلها على بُعد بضعة أميال من قِبل طاقم مكوّن من رجلين وحلّقت لـ230 ميلًا، موضحة أن بإمكانها تنفيذ ضربات دقيقة ونقل صور الهجوم إلى القادة في أي مكان في العالم. اقرأ المزيد من اليوم الثامن > خبراء: هذا سيناريو المواجهة الإيرانية – الأمريكية بالعراق وذكرت أن الطائرة المُسيّرة- التي تبلغ إجمالي كُلفتها 64 مليون دولار (بما يُعادل 49 مليون جنيه إسترليني)- تحمل 4 صواريخ “هيلفاير” موّجهة بالليزة تُعرف باسم “النينجا، مزوّدة برؤوس حربية تزِن 38 رطلًا قادرة على تدمير دبابة، إضافة إلى قنابل بافواي الموجّهة عالية الدقة. وقال خبراء الطيران إن رحلة الطائرة المُسيّرة كانت “شبه صامتة”، بما يعني أنها استهدفت ضحاياها على حين غِرة دون أن يتلقوا أي تحذير مُسبق. وكان الصاروخ “النينجا” مُسلحًا بـ6 شفرات دوّارة طويلة حادة مُصممة لتقليل الأضرار الجانبية، حيث تبرز في جميع الاتجاهات قبل لحظات من بدء الضربة، وعند إصابة الهدف تُمزقه بسرعة وتصيبه بجراح عميقة قاتلة. وتُعد هذه هي المرة التاسعة الذي تستخدم القوات الأمريكية هذا الطراز من الصواريخ بواسطة الدرونز، منذ أن بدأ استخدامها في عملية تصفية للإرهابي جمال البدوي، العقل المدبر المتهم بتفجير المدمرة “يو إس إس كول” في اليمن عام 2000، وفق تقرير سابق لمجلة “ديفينيس” الأمريكية. اقرأ المزيد من اليوم الثامن > تقرير: من هو العميد إسماعيل قاآني خليفة قاسم سليماني؟ وأظهرت لقطات مُسجلة من مطار بغداد دولي أن الضربة أحدثت انفجارًا كبيرًا، وأشار حُطام قافلة سليماني المتفحّمة إلى أنه تمزّق إربًا من شدة الانفجار. ولم يُتعرف على رفاته تحت الأنقاض إلا من خلال خاتم ممُيز كان يرتديه. ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الإدلاء بتفاصيل عن الضربة، فيما ادعى المسؤولون الإيرانيون أنها نُفذت بطائرة هليكوبتر. وقالت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية إن 10 قتلوا في العملية، بينهم 4 مساعدين عسكريين إيرانيين بارزين و4 من قادة الميليشيات العراقية، إلى جانب المهندس. وفي هذا الصدد، أشارت “ديلي ميل” إلى أن الضربات الجوية الدقيقة التي يتم تنفيذها بواسطة الطائرات بدون طيّار تعتمد على معلومات استخباراتية مُفصّلة، في الوقت الذي ظل فيه سليماني تحت المراقبة شبه الدائمة من قِبل قوات الأمن الأمريكية والسعودية والإسرائيلية. وأعلن البيت الأيض أن الضربة الجوية تم تنفيذها “بتوجيه” من الرئيس دونالد ترامب، الذي غرّد بعد ساعات من العملية بصورة العلم الأمريكي. وكتب عبر تويتر أن ” إيران لم تفز يوما بحرب، لكنّها لم تخسر مفاوضات”. فيما توعّد مسؤلون إيرانيون بـ”ردٍ قاسٍ”. وحذرت قطر من توالي مظاهر التصعيد بالعراق، في بيان نشرته في وقت لاحق أمس الجمعة وكالة الأنباء القطرية (قنا)، مُطالبة جميع الأطراف بضبط النفس وتجنيب العراق وشعبه وشعوب المنطقة الدخول في حلقة العنف المفرغة ومغبات التصعيد. ويصل اليوم السبت وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثانٍ، إلى طهران لإجراء محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي.
-المصدر اليوم الثامن – وكالات أنباء – صحافة عربية اليوم الثامن