تقرير خاص| قطر ودورها في دعم الجماعات المتطرفة باليمن
لا تظهر جماعة او حركة جهادية في اليمن إلا وتكتشف إن محركها الرئيس في الدوحة وشيران حياة هذه الجماعة هنأك ، فدولة قطر مسارها السياسي منذ قيامها تطبيع علاقتها مع الجهات الرسمية في الدولة وفي نفس الوقت دعمها لجماعات متطرفة اخرى، لستخدامها كورقة ضغط لتنفيذ مخططاتها ففي اليمن دعمت قطر جماعة الاخوان المسلمين، وكذلك مليشيات الحوثي ولم تقتصر على دعمها لهذه الجماعتين فقط بل وثائق رسمية اظهرت دعمها لتنظيم القاعدة في اليمن.
تحالفها مع حزب الإصلاح الاخواني
يأتي تحالف الدوحة مع حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن)، كجزء من استراتيجية قطرية شاملة على مستوى المنطقة، للتحالف مع إحدى أكثر حركات الإسلام السياسي تنظيماً وانتشاراً في المنطقة، والذي يتيح لها فرصة أكبر للعب دور إقليمي يعزز قدرتها على التدخل في الشؤون الداخلية للدول التي توجد فيها.
بدأت علاقات قطر مع فرع الإخوان المسلمين في اليمن منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، وكانت في البداية خافتة وعلى استحياء حتى لا تثير حساسية النظام السياسي، وتؤثر على العلاقات المتطورة بين البلدين في ذلك الوقت. وتمثلت في استقبال أعداد محدودة من الطلبة المحسوبين على الإخوان المسلمين في المعاهد والجامعات القطرية، وربما بعض الدعم المادي أيضاً تحت غطاء الجمعيات الخيرية.
وبعد تعثر جهود الوساطة القطرية في ملف صعدة وتوتر العلاقات بين الأمير حمد وعلي عبدالله صالح، تبلور مشروع قطري إخواني مشترك لإعداد اللواء علي محسن الأحمر لحكم اليمن. وخلال حركة الاحتجاجات في العام 2011، كشفت قطر بوضوح عن تحالفها مع حركة الإخوان المسلمين، ووقفت بكل ثقلها المادي والإعلامي والسياسي لمساندة حركة الاحتجاجات بقيادة حزب الإصلاح، حيث كانت تعتقد أنه باستطاعتهم الهيمنة على المشهد السياسي الجديد في اليمن عبر التغيير الديمقراطي، وهاجم علي عبدالله صالح في أحد خطاباته في سبتمبر (أيلول) 2012 قطر وحملها مسؤولية نشر الفوضى في اليمن عبر ضخ ملايين الدولارات لدعم الإخوان المسلمين.
ومن المعروف أن قطر تمول قنوات تلفزيونية يمنية محسوبة على الإصلاح مثل قناة «يمن شباب»، وقناة «بلقيس» المملوكة للناشطة الإصلاحية توكل كرمان، الحاصلة على جائزة نوبل، والتي تبث من تركيا. وبعد انسحاب قطر من المبادرة الخليجية اتجهت للتحرك منفردة في الملف اليمني وتقديم دعم مالي كبير لحركة الاحتجاجات. وفتح قنوات اتصال غير معلنة مع الأطراف المنشقة عن نظام صالح كعلي محسن الأحمر، وقيادات في حزب الإصلاح، كما أجرت اتصالات مع الحوثيين وطلبت منهم التنسيق مع حزب الإصلاح، وتصعيد المواقف للمطالبة برحيل نظام صالح”.
علاقة قطر مع الحوثيين
خلال تدخل قطر للوساطة بين الحوثيين حكومة علي عبدالله صالح ، استطاعت إقامة علاقات جيدة مع قيادات حوثية وقنوات اتصال مباشرة وخاصة بينهما.
ويعتقد البعض أن إيران لم تكن غائبة عن اتفاق المصالحة الذي توصلت له الوساطة القطرية في فبراير (شباط) 2008، وأن جهود الوساطة القطرية تأثرت بالرغبات الإيرانية بفعل العلاقات بين الطرفين. حيث اتهم صالح قطر بدعم الحوثيين، وأطلق على الاتفاقية اسم اتفاقية «الدوحة»، لاعتقاده أنها خدمت الحركة الحوثية بأن منحتها الشرعية كطرف مساوٍ للحكومة، وأتاحت لها فرصة لأخذ أنفاسها وإعادة تنظيم صفوفها،.
من المعروف تميز السياسة الخارجية القطرية بقدرتها على نسج علاقات مع أطراف متصارعة ومتعارضة، دون الإضرار بعلاقاتها بأي منهما، إلا أنه من الواضح أن علاقتها (الدوحة) بحزب الإصلاح كانت على حساب الحوثيين، الذين دأبوا على توجيه انتقادات لقطر بأنها تقوم بتعزيز نفوذ الإخوان المسلمين في اليمن، وأنها تدخلت لصالحهم عسكرياً ومالياً وإعلامياً في حروب ما قبل سقوط صنعاء”.
علاقة قطر بتنظيم القاعدة
توجه اتهامات صريحة للدوحة بدعم الإرهاب في اليمن، على خلفية المكانة الخاصة التي تحظى بها لدى فرع تنظيم القاعدة في اليمن، يعبر عنه نجاحها دون غيرها في إطلاق مختطفين لدى التنظيم أكثر من مرة، فبالرغم من وساطات محلية وغير محلية بذلت للإفراج عن رهائن أجانب اختطفهم هذا الفرع، فإن التنظيم تجاوب مع قطر، دون غيرها ثلاث مرات. كان آخرها عام 2013، عندما أطلق التنظيم سراح الرهينة السويسرية «سيلفاني أبراهاردن». وبسبب ذلك اتهمت دول غربية مثل بريطانيا قطر بدعم القاعدة مالياً وإن بشكل غير مباشر، من خلال دفعها المتكرر مبالغ مالية ضخمة لتحرير المختطفين.
إلى ذلك ثمة اتهامات تُثار حول وجود علاقات بين تنظيم القاعدة في اليمن وقيادات حزب الإصلاح القريب من قطر وبعض الشخصيات المحسوبة عليه.
كما وترعى قطر شخصيات سلفية مقيمة على أراضيها متهمين بدعم الإرهاب، منهم القيادي السلفي في حزب الرشاد اليمني: عبدالوهاب الحميقاني. وتتهم الإدارة الأمريكية قطر بشكل صريح بأنها تقوم بتمويل الإرهاب «على أعلى المستويات”.