(تقرير) في ظل الانفلات الأمني..التفجيرات والاغتيالات والفوضى.. هل تعود إلى أبين؟
بعد هدوء استمر طويلاً، عادت التفجيرات الانتحارية الدموية لتهز زنجبار عاصمة أبين، صباح يوم الجمعة, لتوقع مزيدا من القتلى في محافظة مكتظة أساسا بخليط متنوع من الأزمات والمعاناة.
سكان محليون وشهود عيان أفادوا لــ (عدن الغد) أن دراجة نارية رُكنت بالقرب من سوق القات انفجرت, واستهدف التفجير سيارة نوع دينا كانت تحمل عددا من الجنود.
وأسفر الانفجار عن سقوط قتلى، وجرحى تصف حالت بعضهم بالخطرة, في صفوف جنود تابعين إلى قوات الدعم والاسناد بأبين وقال مصدر طبي إن 7 جنود قتلوا, وأصيب 25 آخرين جراء هذا التفجير.
عمل متطرف
ذهب قتلى وجرحى ضحية هجمات هدفها زعزعت أمن المدينة وترويع الآمنين من المدنيين لأعمال متطرفة فكريا مدعومة من جهات تحيك خيوطها لتحقيق مكتسبات على حساب دماء الأبرياء، وفقاً لقول المواطنين.
ولم تعلن بعد أي جهة معينة مسؤوليتها عن هذه التفجيرات الانتحارية المزدوجة في ساحة محافظة أبين، لكن بحسب بعض العسكريين فإن هذا الأسلوب في الهجمات يعد “بصمة لعودة الفوضى” وقتل الأبرياء.
زعزعة استقرار الأمن
وأثارت هذه التفجيرات في العاصمة الأبينية التساؤلات مجددا بشأن قدرة حكومتي “الشرعية والانتقالي” بالسيطرة على الأوضاع الأمنية، وسط وجود مخربين لاستقرار الأمن.
ويرى مراقبون في محافظة أبين أن المرحلة الماضية شهدت استقرارا ملحوظا، ولم تسجل خروقات أمنية كبيرة من التفجيرات مع وجود قوات فاعلة عند مداخل المحافظة ووسط العاصمة، حيث تبحث وتفتش عن أي مكمن خلل يمكن أن يحدث، وفق تعبيرهم.
وأشاروا إلى أن هذه التفجيرات ربما تقف وراءها جهات تسعى لمحاولة إضعاف مكانة القوة المسيطرة على ساحة عاصمة المحافظة.
لودر ومودية والانفلات الأمني
وعلى السياق نفسه أينما تولي وجهتك في مديريات أبين الشرقية (لودر ومودية) تشاهد تدهور الوضع الأمني بشكل مخيف، في ارتفاع خطير جدا لانتشار الجريمة وبشكل ملفت في مدن أبين، ويأتي ذلك لغياب الدور الأمني فيها، وهذا ما جعل الجريمة تتصاعد يوما تلو الآخر، وهذا ما ألقى ثقله وبقوة على حياة الساكنين وترويع السكينة، وخصوصا في الفوضى التي تشهدها المحافظة وعدم الاستقرار والقتل كل ذلك يدفع ثمنه المواطن البسيط الذي لا حول له ولا قوة إلا بالله، وهذا ما جعل المحافظة تنجر إلى مربع الترويع والقتل غير القانوني في ظل غياب تام للجهات الأمنية ومؤسساتها، رغم ما تشاهده من انتشار كبير ومكثف للنقاط العسكرية في مداخل ومخارج المديريتين التابعتين للقوات الشرعية, كل ذلك لم يمنع انتشار الجرائم في المحافظة.
الانفلات الأمني سيد الموقف
ويقول مراقبون إن الانفلات الأمني لا يزال سيد الموقف في عاصمة المحافظة ومديرياتها، والمدنيون هم من يدفعون ثمن هذا الوضع القائم، ومديريتا لودر ومودية أنموذجاً للإنفلات الأمني، حيث كان آخر ضحايا هاتين المنطقتين اغتيال مدير أمن مودية المقدم ناظم الصالحي, فقد تسلل مسلحون إلى داخل البستان وأطلقوا النار على المقدم الصالحي ومرافقه الذين توفوا في الحال.
ولودر هي الآخر تئن تحت وطأة الانفلات, حيث أقدم مسلحون مجهولون وأطلقوا النار على قائد نقطة الكهرباء بالحزام الأمني يوسف الصغير وأصابوه بجراح قبل أن يلوذوا بالفرار, ووقع الحادث بالقرب من مبنى الكهرباء بلودر.
من العجائب مديرا أمن للودر في آن واحد
صدر من قبل وزير الداخلية قرار بتعيين الملازم جعفر حيدرة مديرا جديدا لأمن لودر خلفاً للمدير السابق “حمصان”، فيما تم رفض الثاني بتسليم إدارة الأمن للمعين الجديد لأمن المديرية الذي صدر به قرار وزاري, وما زال المديران الجديدان يزاولان العمل في إدارة أمن واحدة.
حكومة مشايخ لودر
من جهتها ندَّدت ما تسمي نفسها الشخصيات الاجتماعية وأعيان مديرية لودر بقرار وزير الداخلية إبراهيم حيدان، الذي قضى بإقالة مدير أمن لودر السابق.. مُعتبِرة إياه مُجحِفاً.
وأكدت ما تسمي نفسها قبائل لودر رفضها قرار إقالة العقيد حمصان، كون الهدف من ذلك إرضاء مدير أمن المحافظة العميد علي الذيب الكازمي، الذي اتهمته بمحاربة الأول وتوقيف المخصصات المالية لإدارة أمن لودر.
وكان وزير الداخلية إبراهيم حيدان قد أصدر في 6 يونيو قراراً بتعيين الملازم أول جعفر عبدالله صالح حيدرة مديراً لأمن مديرية لودر بدلاً عن العقيد الخضر محمد حمصان.
متى تنتهي المشكلة؟
تُعدُّ هذه المرة الثانية التي تتم إقالة العقيد حمصان من منصب مدير أمن لودر، حيث أصدر مدير أمن محافظة أبين، العميد علي الكازمي في أبريل 2020م قراراً بإقالته، على خلفية هروب سجين متهم بالقتل -حينها- من السجن المركزي في المديرية، إلا أن نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية المقال أحمد الميسري، تدخل وأصدر قراراً بإعادة مدير أمن لودر إلى عمله.
ويرى ناشطون من أبناء محافظة أبين أن قرار إقالة مدير أمن مديرية لودر صواب نتيجة تفاقم الجريمة في مناطق لودر دون أن يقوم الأمن بدوره في تبع الجناة.
وعبّرت الأهالي في جميع مناطق أبين عن استيائها جراء الانفلات الأمني الذي تشهده محافظة أبين بشكل عام، والمديريات الشرقي بشكل خاص.
نقلا من عدن الغد :