صحيفة لندنية: لهذا السبب تسلّم السعودية الملف الأمني في عدن
يعكس تسلّم القوات السعودية الملف الأمني والعسكري في محافظة عدن بدء دخول اتفاق الرياض بين الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي حيز التنفيذ قبل التوقيع عليه رسميا الخميس في السعودية، ليتخطى بذلك العراقيل التي حاولت جهات إخوانية من داخل معسكر الشرعية وضعها أمامه حماية لمصالحها وتنفيذا لأجندات الدول التي تقف وراءها. وصلت إلى العاصمة عدن، دفعة ثانية من القوات العسكرية السعودية، في إطار عملية التبادل التي جرت مؤخرا بين المملكة والإمارات، شريكتها في التحالف العربي، فيما أعلنت الأربعاء القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية عودة قواتها العاملة في عدن، بعد إنجازها مهامها العسكرية المتمثلة في تأمينها وتسليمها للقوات السعودية. وفجر الثلاثاء، وصلت إلى ميناء الحاويات في مدينة المعلا بمحافظة عدن، سفينة كبيرة على متنها مئات الجنود والضباط السعوديين، وعشرات المدرعات والمعدات العسكرية الحديثة. وقالت صحيفة ”العرب”نقلا عن مصادر إن الدفعة الثانية من القوات السعودية، بينها أيضا قوات بحرينية، وصلت إلى ميناء المدينة في إطار عملية التموضع المتفق عليها مؤخرا بين المملكة والإمارات. وأضاف ذات المصدر أن أرتال القوة العسكرية اتجهت فور وصولها، إلى مقر التحالف العربي بمدينة البريقة غربي عدن. والأسبوع الماضي، سحبت الإمارات أسلحتها ومعداتها العسكرية من مقر التحالف بمدينة البريقة، عقب اتفاق على تولي السعودية الملف الأمني والعسكري في عدن. وقبل ذلك، انتشرت قوات سعودية في بعض المواقع الإستراتيجية المهمة، بينها مطار عدن الدولي، وقصر معاشيق، وميناء المدينة. وفي أغسطس الماضي، اندلعت معارك عسكرية بين قوات الحكومة الشرعية، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، أفضت إلى سيطرة الأخير على عدن، وبعض المحافظات القريبة منها. ويأتي وصول القوات السعودية إلى عدن، قبيل الإعلان رسميا عن اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية و”الانتقالي الجنوبي”، الذي يتم توقيعه الخميس في السعودية. ويتضمن الاتفاق عودة الحكومة الحالية إلى عدن، والشروع في دمج كافة التشكيلات العسكرية في إطار وزارتي الدفاع والداخلية، وتشكيل حكومة كفاءات سياسية بمشاركة المجلس الانتقالي، فضلا عن ترتيبات عسكرية وأمنية. وذكرت قيادة تحالف دعم الشرعية، الأحد في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن إعادة تموضع قوات التحالف في عدن تأتي “في إطار الجهود المستمرة لتنسيق خطط العمليات العسكرية والأمنية في اليمن وتعزيز الجهود الإنسانية والإغاثية، إضافة إلى تعزيز الجهود لتأمين الممرات المائية المتاخمة للسواحل اليمنية عموما، ومكافحة الإرهاب على كامل الأراضي اليمنية”. وأكدت القيادة استمرار جهودها “لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن ودعم الشعب اليمني بكافة مكوناته وحكومته الشرعية”. وأشادت “بكل الجهود التي بذلتها القوات كافة وفي مقدمتها القوات الإماراتية وأسهمت في نجاح الخطط المعدة لتنفيذ المهام العملياتية”. والأربعاء، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية عودة قواتها العاملة في محافظة عدن باليمن، بعد إنجازها مهامها العسكرية المتمثلة بتحرير عدن وتأمينها وتسليمها للقوات السعودية واليمنية. وقالت القيادة في بيان أصدرته الأربعاء إن عملية تسليم عدن إلى القوات السعودية واليمنية تمت بمسؤولية ووفقاً لإستراتيجية عسكرية ممنهجة، لضمان المحافظة على الإنجازات العسكرية المحققة، وقد انتهت عملية التسليم بنجاح تام. وأوضحت القيادة العامة أن القوات الإماراتية العائدة من عدن أتمت مهامها العسكرية بنجاح كبير حيث قامت بتحرير مدينة عدن من الحوثيين والتنظيمات الإرهابية بتاريخ 17 يوليو 2015، لتنطلق بعد ذلك من المدينة العمليات العسكرية التي قامت بها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وأثمرت تحرير العديد من المناطق والأراضي اليمنية من الانقلاب الحوثي ومنع التغلغل الإيراني الهادف إلى السيطرة على الدولة اليمنية. وأضافت أن القوات الإماراتية والسعودية وبعد تحرير عدن عملت على تأمينها عسكرياً وتثبيت الاستقرار، وملاحقة فلول الإرهابيين، والقضاء على كافة بؤر التهديد الأمني، بحيث تمكنت من نشر الأمن وتعزيزه في مختلف أرجاء محافظة عدن وتمكين القوات اليمنية من خلال تأهيلها وتدريبها وتسليحها بالشكل الذي يمكنها من القيام بواجباتها العسكرية في مرحلة التسليم. وقد نتج عن مرحلة التمكين وجود قوات يمنية عالية التدريب وقادرة على تثبيت الاستقرار ومسك الأرض بطريقة عسكرية احترافية. وأكدت القيادة العامة أن القوات الإماراتية ستواصل حربها على التنظيمات الإرهابية في المحافظات اليمنية الجنوبية والمناطق الأخرى. وكانت الإرادة القوية للتحالف العربي بقيادة السعودية في إنجاح الحوار بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي جعلته يتخطّى العوائق الكبيرة التي واجهته، ليفضي إلى اتفاق بالغ الأهمية في إنهاء الخلافات داخل المعسكر المضادّ للحوثيين وتوحيد الجهود في مواجهة المشروع الإيراني الذي يحملونه، على أن يظل تطبيق الاتفاق على أرض الواقع بحاجة إلى الإرادة ذاتها لحمايته من العراقيل التي يتوقع أن تضعها في طريقه العناصر الإخوانية المخترقة للشرعية اليمنية. عدن