مقالات

الله المستعان‎

القاضي الدكتور عبدالناصر أحمد عبدالله سنيد

الظاهر انه كتب علينا أن نعيش أوضاع صعبة لا ندري من نلوم ؟ هل نلوم أنفسنا ؟ أو نكيل الاتهام لغيرنا ؟ أو نلوم حظنا العاثر؟ كل ذلك لن
يفيد، ولن يلغي هذه المشكلة من الوجود ، فأسعار صرف العملات الأجنبيه تسجل أرقام مهولة يرتفع على أثرها كل شي، فنحن أمام مرحلة في غاية الصعوبة سيصعب على الناس فيها العيش في ظل ارتفاع أسعار كل شي مع بقاء الراتب على حاله فرحان باسمه الكبير اسم هنجمة ،ولكن في الواقع لا يساوي شي .
فتساءلت لماذا في بلادنا كل شي يشق طريقه للأعلى الا الراتب الذي حانب مكانه كأن رجليه حانبتان في مصيدة فئران ليس بقادر أن يخرج منها ، فتعجبت ، وقلت: في نفسي حتى الفئران أحيانا تفلت من المصيدة ؛ بينما الراتب جالس مكانه حانب وكأن الحو أعجبه جالس يتجاب أطراف الحديث و يتحاور مع الجن من باب التسلية وإضاعة الوقت في الوقت الذي تنتظر الناس منه قفزة هائلة في قيمته تعيد إلى الناس الابتسامة المفقودة .
فتساءلت كيف بإمكان الراتب المسكين أن يقفز وهو ضعيف و لا يقوى على الحركة ؟، فقلت في نفسي نستشير أحد الأطباء المرموقين ليقوم بتشخيص حالة الراتب، فبعد الكشف عليه من قبل الطبيب المختص وإجراء الفحوصات الروتينية اللازمة أخبرنا الطبيب بأن الراتب يعاني من فقدان حاد في قيمته، وهو بحاجة مسيسة الى دريبات من محلول الزيادة، وبشكل كثيف لرفع مستوى القيمة لديه حتى يستطيع أن يستجيب لاي حركة، فقلت له: في أي صيدلية ممكن أن نجد مثل هذه الدريبات حتى نحضرها قال : ستجدوها في صيدليات الحكومة، فأشرت عليه بأن هناك الكثير من الصيدليات في السوق لماذا أشرت علينا بصيدلية الحكومة؟ فأجاب بأنها الصيدلية الوحيدة التي يوجد فيها مثل هذا الدريب؛ فقلت له : ومن سيتولى تركيب هذا الدريب حال حصولنا عليه ؟ أجاب ممرضي وزارة المالية و دكاترة البنك المركزي ،فعدت أسئل و بإلحاح ، ولكن يادكتور إذا لم نجد هذا العلاج في صيدليات الحكومة ماذا سنفعل؟ سكت ولم يجب ببنت شفه، فظللت ألح عليه بسؤال، حتى قال : على الأرجح سيصاب الراتب بسكرات الموت قبل أن يموت رسميا.
فذهبت ببصري هنا وهناك أبحث عن طوق للنجاة ، ولكن لا حياة لمن تنادي، فسكت *واطلقت العنان* للأمل فتساءلت !! وماذا سنفعل إذا مات الراتب سريريا ؟ هل سنحزن أو سنصمت نترقب مصيره المجهول، ولكن في كل الأحوال ليس بيدنا حيلة سوى أن نرفع أكفنا عاليا نتضرع الى الله قائلين :حسبنا الله ونعم الوكيل .
نقلا عن موقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى