إعتراض!!
مقال ل نعمان قائد سيف
في مثل هذا اليوم ، وقبل 6 سنوات ، نشرت التالي ، وأعيده من دون تعليق :
……..
إعتراض
__________
لا ضير من أن يمارس الرئيس الشرعي التوافقي عبد ربه هادي الحكم من عدن , دون الحاجة لإعلانها عاصمة مؤقتة , أو بديلة لصنعاء , فالمهم أن يدير شؤون الدولة بصورة سليمة منها , أو من اية مدينة وطنية أخرى , إذا ما أقتضت الضرورة أن يفعل , وحتى تعود مياه الصفاء الوطني إلى مجاريها الطبيعية , ووقتها ينظر في طلب الترشيحات , وفي أجواء طبيعية جدا !
تبعات الإعلان الداعي إلى تسمية عدن عاصمة كثيرة , وثقيلة , فلو سميت عاصمة , مؤقتة , أو أبدية ( هي بالمناسبة العاصمة الإقتصادية , ومسمى رسميا ) ستتحول إلى صنعاء أخرى , فإليها سيتوافد من هب ودب , من طالبي المال , والجاه , والسلطة أيضا , وبالطرق الفوضوية المعتادة هناك , وربما أبشع , في ظل التنافس على المغانم , والصراع على الكراسي , ولا أظنها , ولا غيرها من المدن المرشحة ستقوى على تحمل المخاطر الواردة في الذهن , والمجسدة سلوكا على أرض أزال , منذ وقع الإختيار على الأخيرة , فأنتكبت بالفساد الذي قاد البلاد إلى المآسي التي نعيشها !
هناك فرق بين زمنين , زمن كانت عدن عاصمة لدولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المهابة , وبين أن تكون عاصمة لدولة في مهب الريح , إن أستمرت معالجة الأمور بصور خاطئة ! ؟
شخصيا لا أريد لهادي أن يقع في المحذور / المحظور , فنذير الشؤوم بادئ من عديد من مواقف التأييد المتفرقة / المفرقة , والمفعمة بالعواطف الجياشة / الرباشة , والمخفية للحقيقة عن المتلقي , فالمدينة المقترحة ستتأذى كثيرا , إلا في حالة أن عادت إلى ما كانت عليه قبل قيام دولة الوحدة , بالحوار , والتفاهم , والإتفاق , اي عاصمة للجنوب , والجنوب فقط , حيث والمعروف عنها أنها كانت في زمن التشطير إذا شهدت صراعا بين الرفاق المتنافسين في دست / سدت الحكم , فلوقت لا يطول , وكأن المتناحرين كانوا يتفقون سلفا بألا تفلت زمام الأمور في اراضي الدولة عن سيطرة اي طرف ينتصر , وعلى ألا يسعى المهزوم إلى تعكير صفوها بعد كسره , وسرعان ما كانت تعود الحياة بعد أيام من المواجهات إلى طبيعتها , ليس في العاصمة فقط , بل وفي جميع أنحاء الجمهورية , التي كانت تدار بمؤسسات منضبطة , وبقيادة حزب واحد منفرد , اما اليوم _ إذا لبي الطلب _ فإنها ستكون عرضة للسقوط في مستنقع الفوضى العارمة , ومن أول طلقة إذا قرحت , وستستمر عاصمة للقوراح في كل مكان , وإلى أجل مفتوح على أسوأ الإحتمالات , حتى تسمى غيرها بعد طول قتال وإنتظار , وربما , بل ستكون واحدة من عواصم لدويلات / جمهوريات متفرقة في أرض لم تكن , ولن تعد سعيدة في زمن الثورات / الإنتفاضات / التمردات , والخضات , بعكس ما جاء في المنزل من السماء , في زمن الكد , والحب للحياة !